I Have Right To Write

Archive for the ‘أرآء سيـاسيـه’ Category

الشرق الأوسط الجديد – جزء 2

هذا الجزء للتركيز اكثر على الحاله المصريه

جمال مبارك , بديل الاخوان

استشعرت امريكا قوة الجيل الجديد في مصر ورغبته في حياة سياسيه حقيقيه ومدى اهتمامه بالشأن العام
استشعرت قوة الاحتجاجات العماليه التي تزايدت يوما بعد يوم واستطاعت ان تحتل ارصفة اهم شوارع العاصمه
استشعرت الحركه الطلابيه ومدى حماسة الطلاب في وطن مختلف يستطيعون الحياة فيه
استشعرت اختلاف جيل جديد قادر على مواجهة السلطه في سبيل تغيير وطنه .. ولم يعد يسير بجانب الحائط خوفا من بطشه

بدراسة الواقع السياسي المصري

كان هناك الحزب الوطني هو حزب السلطه البيروقراطيه وغطاءه الديموقراطي

وفي المعارضه مستحقة الذكر

كان يوجد التيار الهدمي “الاخواني” المعتمد على مهاجمة النظام من زاوية تبعيته لامريكا واسرائيل
وطرح بديل غير محدد في شعار الاسلام هو الحل

لكنه قابل لبقاء النظام بتعديلات…محافظ اصلاحي

 وكان يوجد تيار يهاجم النظام من خلال زاوية فشله في الحكم وتدنى مستوى البلاد اقتصاديا واجتماعيا
وكان رافضا لبقاءه ..ثوري

 وتيار ثالث يرفض تلك المنظومة كلية من منظور ديني .. رفضا للديموقراطيه والتعددية السياسيه قبل ان يكون رفضا للنظام او اختياراته
ديني

بداية الاختلاف

لطالما كانت رؤية النظام المصري داخليا هي
بقاء النظام في حاله سيادة وسيطره كامله على مقاليد الحكم والاروقه السياسيه معا
لم يسمح بوجود حزب منافس الا شكليا
ولطالما اعتمد الوسائل الامنيه في اخماد اي تهديد لتلك السياده والسيطره

وكانت رؤيته خارجيا هي
وجود غطاء شكلي من الديموقراطيه .. يقلل من الاحراج الامريكي في دعمه

وكانت رؤيه الادراه الامريكيه التقليديه هي
البحث عن حليف قوي يستطيع السيطره على الامور وفرض ارادته على البلاد
وبهذا يمكن ان تسير المصالح الامريكيه دون عقبات تذكر

اختلفت الرؤيه الامريكيه مع المعطيات السابقه
وانتجت نظرية الشرق الاوسط الجديد
قدمتها لحليفها ممثلا في نظام مبارك وحزبه الشكلي

تخيلي للرؤيه الامريكيه المطروحه هو

 السماح بهامش حريه اعلاميه وسياسيه اكبر من المعتاد تجعل من السهل على المعارضه الوصول الى بعض دوائر الحكم الصغيره والمتوسطه
بعض مقاعد البرلمان .. بعض السلطات المحليه .. بعض النقابات

 تريد ان يصل الاخوان المسلمون الى مقاعد الحكم .. ثم القضاء عليهم فيما بعد

 تريد ان يكون هناك منافسه بين المعارضه وبعضها على ما تم السماح به والقاءه من النظام

لاقى هذا العرض تخوفا من نظام مبارك المترهل
فمبارك ليس من النوع الذي قد يحب المخاطره او الالعاب السياسيه الرشيقه
فهو قد اصبح عجوزا .. ولم يعد قادرا على الدخول في معارك سياسيه
هو يريد وضعا هادئا راكدا مستقرا

الاصرار الامريكي على ذلك جعل من الصعب تجنبه
بدأ في التنفيذ .. تم السماح بمساحة حريه اعلاميه اكبر
اعقبها السماح لمرور المعارضه خاصه الاخوان المنافس الاقوى بين المعارضه من خلال “الهدم السياسي”

لكن قلق النظام المصري من وجود خيوط تخفيها امريكا وانه من الممكن ان تكون خطوه امريكا التاليه هي استبداله بالاخوان بعد ما وجدوه من اهتمام امريكي بهم خاصه

فبدات حملة موسعه من النظام المصري موجهه ناحيه امريكا من خطر الاخوان ورؤيتهم عليها
قادها عمر سليمان بنفسه

بداية التصادم

ارادت امريكا مزيدا من الحريات .. مزيدا من الفرص السياسيه
ارادت امريكا بدأ الخطوه التاليه
دوله شبه ديموقرايطه حقيقيه

انقسم معسكر النظام الى شقين

الحرس القديم .. وهو معسكر مبارك الاب .. معسكر النظريه القديمه
معسكر التحكم والسيطره
الاستقرار وعدم القدره على اللعب السياسي
قاده عمر سليمان وطنطاوي

والحرس الجديد .. معسكر جمال مبارك .. معسكر النظريه الجديده
معسكر لا ديموقراطيه .. وانما شبه ديموقراطيه
معسكر احزاب سياسيه منافسه .. لكن ليست بالقوه الكافيه للحكم
معسكر الشباب القادر على اللعب السياسي
قاده جمال مبارك واحمد عز

بدأ الصراع بين جانبي النظام يميل تارة نحو هذا وتارة نحو ذاك
لكن الهدف الامريكي واضح .. وهو الدوله الديموقراطيه

الطرف الاخواني يفهم المعادله
يبدأ في اقتناص الفرصه ويصل لمقاعد الحكم في نفس الوقت الذي يحاول تنظيف سمعته خارجيا “خاصة امريكيا”
وطرح نفسه كبديل له قاعده كبيره في الشارع يستطيع من خلالها تطبيق رؤيته

اصبح معسكر جمال مبارك اقرب الى امريكا لانه اقرب للهدف من الحرس القديم المتحجر
زادت الزيارات والمقابلات مع اهم الشخصيات
مع تحفظ من المعسكر القديم لكن ليس بصوت عال

ارادت امريكا انتقالا سلسا من مرحله الديكتاتوريه الى شبه الديموقراطيه الى الديموقراطيه
لا تريد انتقالا فجائيا تفقد به السيطره على الاوضاع

لحظه التصادم

وجاءت انتخابات 2010 البرلمانيه
بتوقع امريكي في ارتفاع سقف المعارضه ومكاسبها السياسيه

اما الطرف الاخواني
فقد فهم الوضع جيدا .. ورفض تماما مقاطعة الانتخابات
قراءة منه بان نصيبه سيكون كبيرا هذه المره كما حرصت امريكا

المعارضه الاخرى
رفضت المشاركه
فما يشير اليه الواقع لا يبشر بخير ولا بمحاولة النظام بمعسكريه منح المزيد من المساحه للمعارضه الحقيقيه..انما يريدها فقط شكليه

جاءت نتائج المرحله الاولى
مخيبه لتوقعات الامريكان
ومفسده لطموح الاخوان مما قرأوه من الرؤيه الامريكيه
وجاء صادقا مع رؤيه المعارضه المقاطعه
انسحب الاخوان من المرحله الثانيه للانتخابات بعد خيب توقعاتهم

ما بعد التصادم

قررت المعارضه الثوريه انه لا حل الا بازالة النظام وان الشعب مهيأ لذلك

الاخوان
مترددين .. ففشل الثوره على النظام سيجعلهم ضحيته الاولى
وعدم الثوره عليه والاعتماد على الضغط الامريكي لن يمنع تكرار تجربه 2010

النظام
قرر انه ما زال الوقت مبكرا على الانتقال الى الدوله شبه الديموقراطيه
ربما يمكن ذلك ولكن بعد تسليم كافة مقاليد الحكم من معسكر الاب الى الابن
ليتم التحكم في اللعبه السياسيه من معسكر واحد مسيطر لا اثنين مختلفين
ولا خوف من امريكا فما زالت السيطره الامنيه حاضره

الثوره

انتشرت دعوات هي الاولى من نوعها عام 2008 باضراب عام في انحاء الجمهوريه
لم تنجح تلك الدعوات الا نسبيا في المحله الكبرى
وتم السيطره عليها بنجاح امنيا

وبعد ان استقرت المعارضه الثوريه على عدم جدوى السياسه ولكن الثوره
انطلقت الدعوات للمره الثانيه بمظاهرات في كافة انحاء الجمهوريه
اعتراضا على ابرز ما يعانيه المواطن المصري كسبا له في المعركة ضد السلطه
العيش .. الحريه .. الكرامه .. العداله الاجتماعيه

وجد الاخوان انفسهم امام تلك الدعوات المنتشره على الانترنت
كما انها بدأت تتواجد على الارض ايضا
فهل تكون تكرارا للمحله 6 ابريل 2008 .. ام تفشل تماما .. ام تنجح
قرر الاخوان ان يحترسوا وياخذوا حذرهم بتصريحات تنفي هذه الدعوات عنهم
وتنفي مشاركتها فيها .. وتوجه قواعدها الاخوانيه نحو الحذر الشديد في المشاركه
فقد تكون بداية النهايه للجماعه

كما ان الاخوان اكثر رغبة في التغيير الاصلاحي الذي يجعل فرصهم افضل بكثير من غيرهم داخليا وخارجيا
ولهذا دعموا مبادرة البرادعي بتعديل الدستور .. لكن لم يدعموا ابدا اي رغبة في رحيل مبارك عن الحكم ونظامه تماما
بل تفهموا وجود جمال مبارك .. واعتبروا انفسهم اجدر منه في تحقيق سبب وجوده
فهم يفهمون الرؤيه الامريكيه في الانتقال السلس
ويرون انفسهم بديل جيد في عين الامريكان

اما النظام فمع هذه الدعوات
كان ظنه انها المؤامره الامريكيه .. تنفذ بايدي البديل الاخواني الذي طالما راودتهم امريكا على اشراكه في الحكم .. وقاموا هم بمحاولات مضنيه لاستبعادهم كبديل من نظر امريكا
ولا عجب من ان اولى الخطوات المتخذه هي اعتقال قادة الاخوان وترحيلهم

قلق النظام والاخوان من بعضهما البعض .. ساعد على نجاح الثوره .. لانشغال طرفي التفاهمات الامريكيه ببعضهما
وتفرغ التيار الثوري لعمله .. فانجزه

مع انحدار فرص النظام مع المشاركه الشعبيه الكبيره في الثوره
فهم الوضع اخيرا
اما الرؤيه الامريكيه الان  .. واما الضياع تماما
لابد من حدوث انتقال سلس بين الديكتاتوريه وشبه الديموقراطيه يشارك فيه الاخوان

وجود الاخوان في السلطه هو الطريق الحقيقي لتحقيق الرؤيه الامريكيه
فجمال مبارك ومعسكره شبه الديموقراطي لم يعد يصلح

من خلال الاخوان
يمكن الانتقال السلس المدروس للدوله شبه الديموقراطيه ومن ثم القضاء عليهم شعبيا
والوصول للهدف وهو .. الدوله الديموقراطيه

وكما كان صدام احد وسائل امريكا يوما لتحقيق هدفها بالقضاء على غيره
كان غيره وسيلتها في تحقيق هدفها بالقضاء عليه

هذا المقال هو اجتهاد شخصي لمحاولة فهم الرؤيه الامريكيه للشرق الاوسط الجديد
بناءا على تصور طرح في ذهني مؤخرا
لذا فهو مجرد توقعات وترجيحات
والحقيقة كعادتها لن تحسم صحة ذلك تماما او نفيه تماما
وشكرا

محمد ممدوح عبده

الشرق الأوسط الجديد – جزء 1

قراءه مختلفه طرأت متأخرا على ذهني

امريكا ترى انه لكي تظل القطب الاقوى في العالم لاطول فتره ممكنه
يجب ان يتغير شكل العالم بما يلائم التطورات والاجيال الجديده
وتحتفظ هي بوضعها او تحسنه قليلا

الشرق الاوسط الجديد

 بدأت تفكر في ما يسمى الشرق الاوسط الجديد
تردد هذا المصطلح وتلقفته التيارات على حسب اهواءها
فبعضهم قال .. هو مشروع تقسيم كل دوله لدويلات
وبعضهم قال .. هو توجيه الصراع في الشرق الاوسط ليكون طائفيا ومذهبيا بدلا من صراع عربي اسرائيلي

 وسأفسره انا ايضا .. على حسب القراءه التي وُلدت مؤخرا في راسي
بانه شرق اوسط … ديموقراطي

فبدلا من الاعتماد على حلفاء ديكتاتوريين يولدون العداء مع امريكا باعتبارها الداعم الاول لهم
او اعداء ديكتاتوريين يولدون كره امريكا من كره تبرير حكمهم
يمكن الاعتماد على دول ديموقراطيه ترى امريكا المساند الاول لديموقراطيتها

رؤيه قد تتعارض مع مسلمات ما نعتقد به في الوهله الاولى
لكن
لنرى اهم تلك المسلمات

النظام الديكتاتوري هو من يمنع ايصال الغضب الشعبي على امريكا .. في صوره سياسيه ودبلوماسيه وعسكريه

لكن هل حقا .. هناك غضب شعبي على امريكا ؟؟؟

 بالطبع الان يوجد .. فالنظام العسكري الفاشل كان مدعوما امريكيا
ومن ابرز وجوه فشله .. هو الفشل الاقتصادي والاجتماعي الذي رفع نسب الفقر والاميه

ولسبب ثاني ايضا
بسبب وجود تيارات معارضه تسمى “اسلاميه” تستمد قوتها وطاقتها من حرق صورة امريكا حليفة النظام كل يوم
تستخدم الغضب الشعبي المتولد من كره امريكا في المساجد .. لترتفع شعبيتها في الشوارع السياسيه

ولسبب ثالث واخير
هو دعم امريكا لدوله الاحتلال الاستبدالي الصهيونيه على حساب الفلسطينيين

اذن كيف يتواجد كم هذا الغضب الشعبي على امريكا .. ثم يتم تصعيده ديموقراطيا

 يمكن ان نقول ان الديموقراطيه في حد ذاتها هي ما ستقضي على اسباب كره امريكا
وتولد بدلا منه اسباب للتعايش معها .. او تفضيلها عند بعض الشرائح

الديموقراطيه .. التي ستظهر امريكا مدافعة عنها
هي التي ستفرز نظاما سياسيا يهتم بمصالح الشعب
وبالتالي سيتحسن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لطبقات كثيره
وترى حينها ان الفشل الاقتصادي في ظل الانظمه الديكتاتوريه كان منهم لا من امريكا الداعمه للديموقراطيه

الديموقراطيه .. التي ستظهر امريكا مدافعة عنها
هي التي ستدفع من صعد بحرق صورتها الى مقاعد السلطه
لكن هل سيستمر فيها ؟؟؟

الديموقراطيه ستحرقه وستنزف من رصيده الشعبي الساحق
فلأن شعبيته قامت على هدم الاخرين وليس البناء .. فعجزه امام الشعب عن البناء سيؤدي بالضروره لنتيجه عكسيه
وهي ايمان الشعب بان هذا “الاسلامي الهدام” فاشل وانه لا يستحق وجوده في السلطه

والاهم
هو عدم الثقه مره اخرى في ما سيحاول هذا الاسلامي ان يستعيد به شعبيته
وهو حرق امريكا بنظريات المؤامره

الديموقراطيه .. التي ستظهر امريكا مدافعة عنها
هي التي ستدفع الشعب لان يستكشف اسرار غرفة التحكم
ويستطلع الضغوط الدوليه والاوضاع الاقتصاديه والمصالح السياسيه

ليجد حينها كثير من المتصالح المتضاربه .. مصالح دولته .. ومصالح الدوله والشعب الفلسطيني
ليجد نفسه حينها يقدم التنازلات في احدها ليحصل على مكاسب في الاخرى

وكعادة الشعوب لا تهتم كثيرا بغيرها .. اذا تعلق ذلك بامنها ومستقبلها الاجتماعي
الا اذا كان هناك نخبة تدفع في طريق التوازن بين التنازل هنا وهناك برؤيه ملهمه وواثقه

 اذن ماذا ستكتسب امريكا بالشرق الاوسط الجديد ؟
ستكتسب واقعا جديدا .. شعوبا بقبول اكبر لها .. دولا ديموقراطيه حليفه لها

والاهم
هو واقع سياسي داخلي متوازن في تلك الدول .. يجعل من الصعب وجود حكومه قويه الا بوجود لجام قوي من المعارضه لها
وهذا يجعل الخطوات غير التقليديه والفجائيه من تلك الدول اقل .. والوضع المستقر الهادئ اطول زمنا

وخارج نطاق تلك الدول
تضييق الخناق على غيرها من المنافسين المقدمين لفكره الديكتاتوريه والداعمين لها
كروسيا مثلا

 هل ستنجح امريكا في تحقيق امريكا ذلك ؟

ارى ان كل شيئ يسير على ما يرام وفقا لما تصورته
لكن بالنسبه لتلك الخطط فأقل الحركات الفجائيه قد تهدم المعبد كله
وتجعل الخطه الموضوعه لانقاذ امريكا كقطب .. هي نفسها خطة استبدالها او سقوطها تماما

 هل الثورات العربيه خاصه المصريه كانت بتخطيط امريكي على ذلك ؟

لا ارى ذلك
لكن هي جزء متوقع مسبقا ومحلل
وقامت عليه الاستعدادات والتخطيط المستقبلي للرؤيه الامريكيه

وهي ما دفعت امريكا للتفكير في تغيير سياستها ورؤيتها
مع ملاحظتها لاختلاف الاجيال واراءها واحتكاكتها السياسيه واهتمامها بالشأن العام

لذا فهي احد الدوافع للخطه الامريكيه .. وليس احد نتائجها

وشكرا

محمد ممدوح عبده